واني فاقد الأحبة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفقد... كلمة صغيرة في حروفها، لكنها تحمل في طياتها أبعاداً كونية من الحزن. إنه ذلك الجرح الغائر الذي يترك أثره في كل تفاصيل حياتنا. هو غياب من كانوا يمثلون لنا الأمان، السند، ورفقة الدرب. هم الذين رسموا الابتسامة على شفاهنا، وشاطرونا أفراحنا وأحزاننا، ومنحونا الحب غير المشروط.عندما نفقد الأحبة، نشعر وكأن جزءاً منا قد اقتُلع من جذوره. تتلاشى الألوان من حولنا، وتخيم سحابة سوداء على كل ما هو جميل. نغرق في بحر من الذكريات، نتذكر ضحكاتهم، كلماتهم، نظراتهم، وكل التفاصيل الصغيرة التي كانت تشكل عالمهم.ولكن، وسط هذا الحزن العميق، تكمن قوة خفية. قوة تجعلنا نتذكر قيمة هؤلاء الأحبة، ونتعلم كيف نحتفي بذكراهم. فالفقد ليس نهاية، بل هو بداية لقصة جديدة، قصة تتجسد فيها ذكراهم في كل فعل نقوم به، في كل كلمة ننطق بها.نحملهم معنا في قلوبنا، نستمد منهم القوة والإلهام، ونستمر في العطاء والحب، إكراماً لذكراهم. فالحب لا يموت، بل يتحول إلى نور يضيء لنا دروب الحياة، ويرشدنا إلى طريق الأمل والسلام. ( واني فاقد الأحبة ) ... كلمة تعبر عن ألم الفقد، لكنها في الوقت نفسه تذكرنا بقيمة الحب، وقوة الذكريات، وأهمية الاستمرار في العطاء، حتى نلتقي بهم مرة أخرى في عالم الخلود.