تعبت أجبر الخاطر
تعبت.. نعم، لقد تعبت. تعبت وأنا
أحاول جاهدًا أن ألملم شظايا قلبي المكسور، وأعيد بناء ما تهدم. تعبت وأنا أحاول أن
أبتسم، وأن أظهر قوتي، بينما الألم يعصف بي من الداخل. تعبت من الصراع المستمر، من
محاولة إخفاء الدموع، من السير في طريق مليء بالأشواك. وكم يؤلمني أكثر... أن أرى
مشاعر الآخرين تخذلني. أن أجد نفسي وحيدًا في معركة الحياة، بينما من حولي يغرقون
في انشغالاتهم، ولا يلتفتون إلى حزني، ولا يدركون حجم معاناتي. مشاعرهم الباردة، أو
حتى اللامبالية، تزيد من جراحي، وتضاعف من أوجاعي. أشعر وكأنني غريب في هذا العالم،
لا أحد يفهمني، ولا أحد يقدر ما أمر به. أحاول أن أصرخ، أن أعبر عن آلامي، لكن صوتي
يختنق في حلقي، ولا يسمعه أحد. لقد حاولت مرارًا وتكرارًا أن أمنح الحب والاهتمام
لمن حولي، لكنني في المقابل لم أجد سوى التجاهل والجفاء. شعرت وكأنني أزرع الخير في
أرض بور، فلا يثمر سوى الخيبة والخذلان. لكن... هل يعني هذا أن نستسلم؟ هل يعني هذا
أن نترك اليأس يتملكنا، وأن نتخلى عن أحلامنا؟ بالتأكيد لا.
قد يكون القلب مكسورًا، لكنه لا يزال ينبض. قد تكون المشاعر مهملة، لكنها لا تزال
تشعر. قد يكون الطريق طويلًا وشاقًا، لكننا قادرون على المضي قدمًا. علينا أن ندرك
أننا لسنا وحدنا. هناك من يشعرون بنفس ما نشعر به، هناك من يمرون بنفس التجارب.
علينا أن نبحث عن هؤلاء الأشخاص، أن نتواصل معهم، أن نتبادل الدعم والمساندة. وأن
نتعلم كيف نحب أنفسنا، كيف نعتني بها، كيف نعطيها ما تستحق من الاهتمام والتقدير.
علينا أن نغفر لمن جرحنا، وأن نتجاوز آلامنا، وأن نمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل. قد
يستغرق الأمر وقتًا، وقد يكون صعبًا، لكننا سنصل. سنشفى من جروحنا، وسنستعيد قوتنا،
وسنجد السعادة التي نستحقها.